هل يجوز صيام يوم السبت؟.. يكره إفراد يوم السبت بالصيام، وهذا ما ذهب إليه جمهور العلماء من الحنفية، والمالكية، والشافعية، والحنابلة، في المعتمد عندهم؛ وذلك لقول رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (لا تصوموا يومَ السبتِ إلا فيما افتُرِضَ عليكم)،[١] ولأنّ في إفراده بالصوم نوع من التعظيم له وهو أمر يُعرَف به اليهود.
هل يجوز صيام يوم السبت؟
كون صيام يوم السبت في فرض: كصيام رمضان، أو صيام قضاء، أو صيام كفارة، ونحو ذلك.
كون صيام يوم السبت موافقاً لصيام أيام مشروعة: وذلك كصيام الأيام البيض، ويوم عرفة، ويوم عاشوراء، وستة من شهر شوال، وتسع من شهر ذي الحجة.
كون صيام يوم السبت يوافق عادة في الصيام: وذلك كمَن اعتاد على صيام يوم وإفطار يوم، فصادف يوم صومه يوم سبت فلا بأس بذلك.
صيام يوم الجمعة قبل يوم السبت: فإذا صام المسلم يوم الجمعة جاز له صيام يوم السبت، وقد دلّ على ذلك ما ثبت عن أم المؤمنين جويرية بنت الحارث -رضي الله عنها- قالت: (أنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، دَخَلَ عَلَيْهَا يَومَ الجُمُعَةِ وهي صَائِمَةٌ، فَقالَ: أصُمْتِ أمْسِ؟، قالَتْ: لَا، قالَ: تُرِيدِينَ أنْ تَصُومِي غَدًا؟ قالَتْ: لَا، قالَ: فأفْطِرِي).[٤]
صيام الدهر
صيام الدهر وهو أن يقوم المسلم بالصيام بشكل مستمر في جميع الأيام دون أن يفطر، إلا الأيام المنهي عن الصيام فيها كيومي عيد الفطر والأضحى، وقد دلَّ على ذلك قول رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (لا صَامَ مَن صَامَ الأبَدَ).
صيام الوصال
صيام الوصال وهو أن يقوم المسلم بالصيام لأكثر من يوم وليلة فلا يأكل فيهما شيئاً، وقد دلَّ على ذلك قول النبي -صلّى الله عليه وسلّم-: (لَا تُوَاصِلُوا قالوا: إنَّكَ تُوَاصِلُ، قالَ: لَسْتُ كَأَحَدٍ مِنكُم إنِّي أُطْعَمُ، وأُسْقَى، أوْ إنِّي أبِيتُ أُطْعَمُ وأُسْقَى).
صيام يوم عرفة للحاج
يعد صوم الحاج في يوم عرفة مكروهاً، فقد كان من سنة النبي -صلّى الله عليه وسلّم- وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعده الإفطار يوم عرفة في حال كونهم حجاج، لما ورد عن أم الفضل لبابة بن الحارث -رضي الله عنها-: (أنَّهَا أرْسَلَتْ إلى النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بقَدَحِ لَبَنٍ، وهو واقِفٌ عَشِيَّةَ عَرَفَةَ، فأخَذَ بيَدِهِ فَشَرِبَهُ).
صيام يوم الجمعة منفرداً
جاء النهي عن إفراد صيام يوم الجمعة منفرداً، وقد دلّ على ذلك ما ثبت عن جابر بن عبدالله -رضي الله عنهما- قال: (نَهَى النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عن صَوْمِ يَومِ الجُمُعَةِ)، [٩] إلّا أنّ يجوز صيام يوم الجمعة في حال كان صيامه موافقاً لعادة في الصيام كمَن يصوم يوماً ويفطر آخر، أو كان يوم الجمعة موافقاً ليوم مشروعٍ، كالأيام البيض، أو عاشوراء، أو يوم عرفة، أو نحو ذلك، وقد دلّ على ذلك قول النبي -صلّى الله عليه وسلّم-: (وَلَا تَخُصُّوا يَومَ الجُمُعَةِ بصِيَامٍ مِن بَيْنِ الأيَّامِ، إِلَّا أَنْ يَكونَ في صَوْمٍ يَصُومُهُ أَحَدُكُم)،[١٠] أو في حال صام المسلم يوما قبله أو بعده، وقد دلَّ على ذلك قوله -صلّى الله عليه وسلّم-: (لا يَصُومَنَّ أحَدُكُمْ يَومَ الجُمُعَةِ، إلَّا يَوْمًا قَبْلَهُ أوْ بَعْدَهُ).[١١]
أقرأ أيضاً